عادات خاطئة تؤذي الأطفال حديثي الولادة

5 عادات خاطئة تمارس على الأطفال حديثي الولادة

الولادة هي لحظة محورية في حياة الأسرة، حيث يأتي الطفل إلى العالم ليبدأ رحلته في هذا الكون. في الأشهر الأولى من الحياة، يتعرض الطفل لأوضاع وأحداث جديدة كليًا عليه، ويكون بحاجة إلى العناية الفائقة والرعاية الخاصة لكي ينمو بشكل صحي. لكن في العديد من الأحيان، قد تقع بعض الأسر في ممارسات خاطئة تؤثر سلبًا على صحة الطفل الجسدية والنفسية في هذه المرحلة الحساسة من عمره.

من خلال هذا المقال، سيتم تسليط الضوء على خمس عادات خاطئة شائعة تمارس على الأطفال حديثي الولادة، وأسباب ضرورة تجنبها لضمان سلامتهم ونموهم الطبيعي.

1. إطعام الطفل بشكل مفرط أو غير منتظم

من أكثر العادات الشائعة الخاطئة التي تمارس على الأطفال حديثي الولادة هي إطعامهم بشكل مفرط أو غير منتظم. العديد من الأمهات والآباء، خاصة الجدد، يتصورون أن الطفل بحاجة إلى الطعام في كل لحظة يصرخ فيها أو في كل مرة يفتح فيها فمه. لكن هذا التصور غير دقيق في أغلب الأحيان. قد يكون الطفل يصرخ لأسباب أخرى غير الجوع مثل الراحة أو الحاجة إلى الحماية أو حتى التسلية.

في حال تم إطعام الطفل بشكل مفرط، فإنه قد يعاني من مشاكل مثل الغازات المفرطة، والقيء، وعسر الهضم، وربما السمنة في المستقبل. كما أن الإطعام بشكل غير منتظم، دون اتباع جداول غذائية مناسبة، قد يؤدي إلى انخفاض وزن الطفل أو نقص في التغذية الأساسية التي يحتاج إليها.

أفضل طريقة لتغذية الطفل هي إتباع نمط منتظم يتم تحديده مع طبيب الأطفال، ومراقبة إشارات الطفل بحرص. إذا كان الطفل يبدو جائعًا أو غير مرتاح، يمكن للطبيب أن يوصي بجدول تغذية مناسب لنمو الطفل.

2. إعطاء الطفل أدوية دون استشارة طبية

من العادات الخاطئة التي قد تؤثر على صحة الطفل حديث الولادة هي إعطاؤه أدوية دون استشارة الطبيب. في بعض الأحيان، قد يظن الوالدان أن الطفل يعاني من ألم أو مغص، ويقومون بإعطائه أدوية مسكنة أو ملينات. ولكن في الواقع، الأطفال حديثو الولادة لديهم جهاز هضمي غير ناضج، وقد تكون هذه الأدوية غير مناسبة لهم وتسبب لهم أضرارًا.

الأطفال الرضع حساسون للغاية، وأي دواء غير موصوف قد يؤدي إلى ردود فعل غير متوقعة قد تكون ضارة. التسمم أو الحساسية أو تفاعلات مع مكونات الأدوية يمكن أن تهدد صحة الطفل بشكل خطير. لذا من الضروري استشارة طبيب الأطفال قبل إعطاء الطفل أي دواء. الطبيب سيكون قادرًا على تشخيص حالة الطفل بدقة وتقديم العلاج الأنسب.

3. الاهتمام الزائد بنظافة الطفل واستخدام المنتجات الكيميائية

العديد من الآباء يقومون باستخدام الكثير من المنتجات الكيميائية للحفاظ على نظافة أطفالهم حديثي الولادة. قد يشمل ذلك الشامبو، والصابون المعطر، والمراهم المختلفة، مع اعتقاد أن هذه المنتجات تساعد في الحفاظ على نظافة الطفل وحمايته من الجراثيم. ومع ذلك، قد تؤدي هذه المنتجات إلى مشاكل جلدية على المدى الطويل، مثل الجفاف، والتهيج، والحساسية.

الجلد لدى الأطفال حديثي الولادة رقيق وحساس للغاية، وبالتالي فإن استخدام منتجات تحتوي على مواد كيميائية قد يسبب له الأذى. كما أن الاستحمام المتكرر أو استخدام المواد المعطرة قد يؤدي إلى جفاف البشرة أو تهيجها. من الأفضل استخدام منتجات مخصصة للأطفال حديثي الولادة والتي تحتوي على مكونات طبيعية وآمنة. وعادة ما يوصي الأطباء بعدم الاستحمام بشكل مفرط خلال الأشهر الأولى من حياة الطفل.

4. إجبار الطفل على النوم في أوضاع غير مريحة

في الأشهر الأولى من الحياة، يحتاج الأطفال إلى النوم لفترات طويلة من الوقت، ويجب أن تكون هذه الفترات مريحة وآمنة. لكن هناك بعض العادات الخاطئة التي قد يمارسها بعض الآباء مثل إجبار الطفل على النوم في أوضاع غير مريحة أو غير طبيعية. على سبيل المثال، قد يتم وضع الطفل في أوضاع قد تؤدي إلى الضغط على فقرات ظهره أو عنقه، مما يمكن أن يسبب له آلامًا أو مشكلات صحية أخرى.

من الأخطاء الشائعة أيضًا وضع الطفل على بطنه أثناء النوم، وهو ما قد يزيد من خطر تعرضه لمتلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS). الوضع الأمثل للنوم هو وضع الطفل على ظهره على سطح ثابت وآمن. يوصي الأطباء دائمًا بوضع الطفل على ظهره أثناء النوم على سرير مخصص للرضع وبدون أي وسائد أو أغطية غير مناسبة، والتي قد تسبب خطر الاختناق.

5. إهمال التأثيرات النفسية للطفل وعدم التواصل الكافي معه

أحد الأخطاء الشائعة التي يمكن أن تؤثر على النمو النفسي للطفل هو إهمال التواصل معه بشكل كافٍ. في البداية، يحتاج الطفل حديث الولادة إلى الكثير من الحب والاهتمام لإحساسه بالأمان والراحة. قد يعتقد البعض أن الأطفال في هذه المرحلة لا يحتاجون إلى تفاعل أو استجابة من المحيطين بهم، لكن العكس هو الصحيح.

التفاعل مع الطفل حديث الولادة من خلال الحديث معه، وملاطفته، وحمله، والتواصل البصري معه، كل ذلك يسهم في بناء علاقة قوية بين الطفل ووالديه. إن هذا التواصل المبكر له تأثير عميق على تطوير الجهاز العصبي للطفل، ويساعد على تحسين النمو العقلي والوجداني له. ومن ناحية أخرى، إهمال هذه الجوانب قد يؤثر على تطور الطفل النفسي ويزيد من احتمالية وجود مشاكل سلوكية في المستقبل.

الخلاصة

من خلال فهم العادات الخاطئة التي قد يمارسها الآباء على الأطفال حديثي الولادة، يمكن تجنب العديد من المشاكل الصحية والنفسية التي قد تؤثر على الطفل في مراحل نموه الأولى. إن توفير بيئة آمنة وصحية للطفل، تشمل الغذاء المتوازن، والراحة، والاهتمام الجسدي والنفسي، هو السبيل الوحيد لضمان نموه بشكل سليم. علينا أن نكون أكثر وعيًا بممارساتنا اليومية وأثرها على الطفل، لكي نضمن له بداية حياة صحية وسعيدة.